Menu

وداعاً ..  أبا خليل السياسية 

مروان عبد العال

"كتب مروان عبد العال"

هكذا ، بوقاره وأناقته وهيبته ونقاوته وابتسامته ورسوليته الثورية و بهدوئه المعهود، وعدم إزعاج الآخرين، في زمن لم يعد فيه الموت غريباً ولا يستأذن أحداً، في غزة الصارخة حتى الله،  تكتب شهادة العزة والدم  والفدائيين وآهات المقهورين  ووجع المخيمات  وعار الصمت الذي يصم الآذان! 

وأخيراً سلّم روحه في دمشق وهو  ابن قرية البصة قضاء عكا،   تعيش في ذاكرته بتفاصيلها ويومياتها، منذ أن تشرد منها يافعاً  إلى مدينة صور الجنوبية في لبنان، وأكمل دراسته الجامعية وعمل في مدارسها ، مربياً  لجيل كامل  تتلمذ   على يديه،  في مدارس مدينة صور ، اعتقل مرات عديدة باعتباره أحد المناضلين  في حركة القوميين العرب، و يعتز أنه درّس وخرّج  قادة في الصفوف الأولى للجبـ هة  الشعبية، و ظل ملتزماً بهيئاتها القيادية ومعتزاً بعضويته فيها وبالانتماء لها و سادناً لقيمها،  مخلصاً لمبادئها،  لصيقاً بقادتها مجاوراً لحكيمها، عضواً في اللجنة المركزية وبمهمة العلاقات السياسية  التي لازمته اسماً ومهمة حتى  الرمق الأخير.

أبو خليل "السياسية " المقاتل الأول على جبهة السردية العالمية من أجل فلسطين،  يجيد  سلاح اللغة  والفكرة والمعرفة والثقافة ، صورتنا الجميلة  حول العالم ، أسس شبكة أصدقاء ورفاق وحلفاء مع  الحركات الثورية الأممية، أينما ذهبنا في مشارق الأرض ومغاربها، إلى مؤتمرات ولقاءات في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا، وجدنا من يوصي بالسلام على أبي خليل.

فالسلام والمجد لروحك النقية الطيبة والأصيلة، ستبقى سيرتك حكاية خالدة  تروى للأجيال وإلى الأبد .